الشاهِدُ فيه تَرْكُ صَرْفِ (ثَمانِيَ)، تَشْبيهًا لها بما جُمِعَ علي زِنَةِ مَفاعِلَ، كأنّه تَوَهَّمَ واحِدَتَها ثِمْنيَةً كحِذْرِيَةٍ، ثُمَّ جَمَعَ فَقَالَ: ثَمانٍ كما يُقالُ: حَذارٍ في جَمعِ حِذْرِيَةٍ، والمعروفُ في كلامِ العربِ صَرْفُها على أنَّها اسمٌ واحِدٌ أَتَي بلفظِ المَنْسوبِ نحو يَمَانٍ ورباعٍ، فإذا أُنِّثَ قيل: ثَمانيةٌ كما يقال: يَمانِيَةٌ، وفَرَسٌ رَبَاعِيَةٌ.
وَصَفَ إِلَّا أُولِعَ راعِيها بلقاحِها حتَّى لقحت ثُمَّ حَدَاها أَشَدَّ الحُدَاءِ حَتَّى (١٧٤١) هَمَّتْ بإزْلاقِ ما أُرْتِجَتْ عليه أَرحامُها من الأجِنَّة، والزَيْغِ بها وهو إزْلاقُها وإسْقاطُها.
وأنشد في باب تَسْمِيَةِ المذكَّر بالاثنين والجمع، لامرِئِ القيس (١٧٤٢):
الشاهِدُ في صَرْفِ (أَذرِعاتٍ) وإنْ كانَتْ اسمًا عَلَمًا مؤنَّثًا؛ لأنَّ التنوين فيها بإزاءِ النُونِ في جَمعِ المذكَّر السالم، والضَمَّةُ والكَسْرَةُ بإزاءِ الواوِ والياء، وجَرَتْ (١٧٤٣) في الصَرْفِ وإنْ كانَتْ معرفةً على لَفظِها قبلَ التسميةِ بها كما يَجري جَمعُ (١٧٤٤) المذكَّر السالم ذلك المجرى.
(١٧٣٨) في ط: بُعْدَه. (١٧٣٩) في ط: نحوهم. (١٧٤٠) البيت بلا عزو في الكتاب ٢/ ١٧، وهو لابن مَيَّادة في شعره: ٣٠. (١٧٤١) في ط: ثُمَّ هَمَّت. (١٧٤٢) الكتاب ٢/ ١٨، ديوانه ٣١. (١٧٤٣) في ط: فجَرَى. (١٧٤٤) في ط: في جمع.