والبائسُ: الفَقيرُ المُحتاجُ، ويُستعمَلُ لمعنى التَرَحُّمِ كما يُستعمَلُ المِسْكينُ.
وأنشد في البابِ [لرؤبة](٨٨٤):
[٣٦٥] بِنا تَمِيمًا يُكْشَفُ الضَبابُ
الشاهدُ فيه نَصْبُ (تَميمٍ) بإضمارِ فِعْلٍ على معنى الاختِصاصِ والفَخْرِ، وضَرَبَ الضَبابَ مَثَلًّا لِغُمَّةِ الأمْرِ وشِدَّتِهِ، أيْ: بِنا تُكشَفُ الشَدائدُ في الحَربِ وغيرِها.
وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابُ ما يَنتصبُ لأنَّه خَبَرٌ للمعروفِ المَبْنيّ على ما قَبلَه، لِسالم بنِ دارَةَ (٨٨٥):
[٣٦٦] أنا ابنُ دارَةَ مَعْروفًا بها نَسَبِي … وهَلْ بدارَةَ يا لَلّناسِ مِن عارِ
الشاهدُ فيه (٨٨٦) قولُه: (معروفًا) ونَصْبُهُ على الحالِ المؤكِّدَةِ [له] لأنّه إذا قالَ: (أَنا ابنُ دارَةَ) فقد عُرِفَ بهذا النَسَبِ، ثُمَّ قال:(معروفًا بها نَسَبي) توكيدًا. ودارَةُ: أُمُّهُ (٨٨٧)، واسمُ أبيه مُسافِعٌ وهو مِن بني عبد اللَّه (٨٨٨) بن غَطَفانَ مِن قَيْس.
وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابُ ما يَجوزُ فيه الرَفْعُ ممّا يَنتصبُ في المعرفةِ (٨٨٩):
[٣٦٧] مَنْ يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّي
مَقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتّي
(٨٨٤) ملحقات ديوانه ١٦٩، وهو بلا عزو في الكتاب ١/ ٢٥٥. (٨٨٥) البيت السالم في: الكتاب ١/ ٢٥٧، شرح أبيات سيبويه ١/ ٣٨٢، الخصائص ٢/ ٢٦٨، الحماسة البصرية ٢/ ٢٩٧، شرح المفصل ٢/ ٦٤، الخزانة ١/ ٢٩١. وسالم شاعرٌ من مخضرمي الجاهلية والإسلام، وكان شاعِرًا هَجّاءُ، وبسببه قتل. (الأغاني ٢١/ ٢٥٤، الخزانة ١/ ٢٩٣). (٨٨٦) في ط: في. (٨٨٧) ينظر: نوادر المخطوطات ١/ ٩٢. (٨٨٨) في الأصل: عبد الدار، والتوجيه من ط، وجمهرة أنساب العرب ٢٤٩. (٨٨٩) البيتان لرؤبة في ملحقات ديوانه ١٨٩، وهما بلا عزو في: الكتاب ١/ ٢٥٨، مجاز القرآن ٢/ ٢٤٧، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٦، الإنصاف ٧٢٥، شرح المفصل ١/ ٩٩.