والمعنى أنَّ لنا مَحَلًّا في الدنْيا ومُرْتَحَلًا عنها إلى الآخرةِ، وأرادَ بِالسَفْرِ مَنْ رَحَلَ مِن الدُنيا، فيقول: في رَحيلٍ مَنْ رَحَلَ وَمَضَى مَهَلٌ؛ أَي: لا يَرجِعُ. ويُروى (مَثَلا) أَيْ: في مَنْ مَضَى مَثَلٌ لِمَنْ بَقِيَ؛ أَيْ: سَيَفْنَي كما فَنِيَ.
وأنشد فِي البابِ (٩٥٦):
[٤٠٢] يَا لَيْتَ أَيَّامِ الصِبَا رَواجِعا
الشاهِدُ فِيه نَصْبُ (رَواجِعَ)(٩٥٧) على الحالِ وَحَذْف الخبرِ، والتقديرُ يا ليتَ لنا أَيّامَ الصِبا رواجِعَ (٩٥٧)، أَوْ يَا لَيتَها أَقْبَلَتْ رَواجِعَ.
وَمِن النحويين (٩٥٨) مَنْ يُجِيزُ نَصْبَ الاسمِ والخبرِ بَعدَ (لَيتَ) تَشبيهًا لها بوَدِدْتُ وَتَمَنَّيْتُ لأنّها في معناها، فيكونُ هَذَا البيتُ على تلك اللغةِ إنْ كانت صَحيحةً مَسْموعَةً.