الشاهدُ فيه نَصْبُ (شَولٍ) على إضمارِ (كانَ) لوقوعها في مثلِ هذا كثيرًا، والتقديرُ عنده من لَدُ أنْ كانَتْ شَوْلًا، وهي التي ارتَفَعَتْ ألبانُها للحملِ إلى إتلائها، < أي > إلى أن صارتْ مُثْلِيةً يتلوها أولادُها بعدَ الوَضعِ.
ويجوزُ جرُّ الشَولِ على تقديرين: أحدهما أنْ يُريدَ الزَمانَ فكأنَّه قالَ: من لَدُنْ زَمانِ شَوْلِها، أي: ارتفاعِ لبنها، ويكونُ الشَولُ مصدرًا على هذا التقدير ثُمَّ يُحْذَفُ الزمانُ ويقامُ الشولُ مقامَهُ.
والتقديرُ الثاني من لَدُن كونِ شَولِها ووقوعِهِ [إلى إتلائها](٥٤٥)، فتحذف الكونَ وتُقيم الشَولَ مقامهُ كما تَقَدَّمَ في التَقديرِ الأولِ. و (لَدُ) محذوفةٌ من (لَدُنْ) لكثرةِ الاستعمال.
الشاهدُ في قوله: فإنْ جزعًا وإنْ إجمالَ صبرٍ، والمعنى فإمّا (٥٥٧) جَزَعًا وإمّا إجمالًا، فحَذَفَ (ما) من (إمّا) ضرورةٌ:
ولا يجوزُ أنْ تكونَ (إنْ) ها هنا للشرطِ (٥٥٨) لوقوعِ الفاءِ قَبلَها، فلو كانت شَرطًا لكانَ مستأنَفًا لا جَوابَ له لمنعِ الفاءِ < مِن > أن يكونَ جوابُهُ فيما قَبلَه.
(٥٤٤) الشاهد بلا عزو في: الكتاب ١/ ١٣٤، الأمالي الشجرية ١/ ٢٢٢، شرح المفصل ٤/ ١٠١،: اللسان (شول)، الخزانة ٢/ ٨٤. (٥٤٥) في ط: ووقوعها في إتلائها. (٥٥٦) ديوانه ٦٨، ولم يُنسب في الكتاب ١/ ١٣٤، ودريد شاعرٌ جاهلي أدرك الإسلام ولم يسلم. (الشعر والشعراء ٧٤٩، الأغاني ١٠/ ٣). (٥٥٧) في ط: إما. (٥٥٨) في ط: شرطًا