الشاهدُ فيه رَفْعَ (كَرَعٍ) عَطفًا على موضعِ الاسمِ المنصوبِ بـ (لا)، والتقديرُ لا فيها عِدٌّ ولا كَرَعٌ، ولو نُصِبَ حَمْلًا على اللفظِ لجازَ.
وَصَفَ فَلاةً لا ماءَ بها إلّا ما غارَ من ماءِ السَماءِ، ولا شَجَرَ إلّا ما تَرَبَّلَ في أصولِ اليَبِيسِ وهو الرَبْلِّ. والعينُ: بَقَرُ الوَحْشِ واحدُّها أعْيَنُ وعَيْناءُ، سُمِّيّت بذلك لسعة عُيونِها. والآرامُ جَمعُ رِئم وهو الظبْيُ الخالصُ البَياضِ. والعِدُّ: الماءُ الثابتُ المُعْتَدُّ به كماء الآبارِ والعُيِّوني. والكَرَعُ: ما تكرَعُ فيه الواردةُ مِن ماءٍ السماء مِمّا يَظهرُ على وَجْهِ الأرضِ. والمغاراتُ: حَيثُ يَغورُ ماءُ السَماءِ. .
وأنشد في البابِ لرَجُلٍ من مَذْحِجَ (١٢٢٤):
[٥٠٤] هذا لَعَمْرِّكُمُ الصَغَارُّ بِعَيْنِهِ … لا أُمِّ لي إنْ كانَ ذاكَ ولا أَبُ
الشاهدُ فيه عَطْفُ (الأب) على موضعِ الأُمِّ، والقَولُ فيه كالقَولِ في الذي قَبلَه.
وقد تَقَدَّمَ معنى البيت وخَبَرهُ (١٢٢٥)، والبيتُ الذي قَبلهُ يُبَيِّنَهُ وهو قولُه:
وإذا تكونُ كَرِيهةٌ أُدْعَى لَها … وإذا يُحاسٌ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدُبُ
وأنشد في البابِ بَعدَه قولَ عُقّيْبَةَ الأسدِي (١٢٢٦):
فَلَسْنا بالجِبال ولا الحَدِيدا [٤٩]
مستَشْهِدًا به لِما حُمِلَ على الموضعِ، وقَدْ تَقَدَّمَ (١٢٢٧) تَفْسِيرُهُ (١٢٢٨).