مستَشْهِدًا به على تخفيفِ (أنْ) مِن (أَنَّ) المشدّدة، فإذا سُمِّيَ بها وحُقِّرَتْ قيلَ: أُنَيْنٌ، فَرُدَّتْ إلى التَضْعيفِ الذي هو أَصلُها. وقد تَقَدَّمَ البَيتُ بتَفْسيرِهِ (١٩٨٠):
وأنشد في بابٍ آخَرَ من التحقيرِ للعَبّاس بنِ مِرْداسٍ (١٩٨١):
الشاهدُ فيه جَمعُ نَبِيٍّ على (نُبَاءَ)، فدَلَّ ذلك على أنَّ نَبِيًّا في لغةِ من لم يَهْمِزْ مُخَفَّفٌ مِن نَبِيءٍ المهموزِ مُبْدَلُ الياءِ من الهمزةِ، فإذا حُقِّرَ قِيلَ: نُبَيئَ في لغةِ مَنْ هَمَزَ، ونُبَيٌّ في لغةِ مَنْ لَمْ يَهْمِزْ؛ لأنَّهُ بَدَلٌ لازمٌ.
فَنُبَآءُ جَمعُ نَبِيءٍ على قياسِ الصحيحِ كما تَقولُ: كريمٌ وكُّرَماءُ، وشَهيدٌ وشُهَداءُ، وجَمعُ نَبِيٍّ المُبْدَلِ أَنْبِياءُ على قِياسِ المُعتَلِّ كما تَقولُ: غَنِيٌّ وأَغْنِياءُ، وقَوِيٌّ وأَقْوِياءُ.
وأنشد في بابٍ من التحقيرِ ترجَمَتُه: هذا بابُ تَحقيرِ ما كانَ فيه قَلْبُ، للعَجّاجِ (١٩٨٢):
[٨٣٤] لاثٍ بهِ الأشَاءُ والعُبْرِيُّ
الشاهدُ في قَولِهِ:(لاثٍ) وقَلْبِهِ مِن لائثٍ كما قالوا: شاكِي السِلاحِ أيْ: شائكٌ، فجعَلوا العينَ لامًا واللام عينًا فِرارًا من الهمزةِ.
وَصَفَ مكانًا مُخْصِبًا كثيرَ الشَجَرِ. والأشَاءُ: صِغارُ النَخْل، واحِدَتُهُ أَشاءَةٌ، والعُبْرِيُّ: ما نَبَتَ (١٩٨٣) من الضَالِ على شُطُوطِ الأنْهار، وهو مَنْسوبٌ إلى العُبْرِ والعِبْرِ
(١٩٧٩) الكتاب ٢/ ١٢٣. (١٩٨٠) ينظر الشاهد (٣٩٨). (١٩٨١) الكتاب ٢/ ١٢٦، ديوانه ٩٥. (١٩٨٢) الكتاب ٢/ ١٢٩، ديوانه ٣١٤. (١٩٨٣) في ط: ما يثبتُ.