الشاهِدُ فيه رَفْعٌ (الرَبْعِ) على إضمار مبتدأٍ والتقديرُ ذاك رَبْعُ، وجازَ ذلك لِما تَقَدَّمَ من ذِكرِ (٥٨٥) الطَلَلِ الدالِّ عليه، ولو نُصِبَ على أَعْنِي وأذكرُ لكانَ حَسَنًا.
يقول: قد كنتُ سَلَوْتُ عن حُبٍّ سَلمى هذه المرأة، فلمَّا نَظَرتُ إلى آثارِ دارِها (٥٨٦) متغيِّرةً ذَكرتُها فعاوَدَ قلبي حُبُّها.
ومعنى هاجَ حَرَّكَ. والمكنونَةُ <هنا> المَسْتورةُ، وأصلُها المَصُونَةُ يقال: كَنَنْتُ الشَيءَ إذا صُنْتَهُ، وأكْنَنْتُهُ في نفسي إذا سَتَرْتَهُ وأخْفَيْتَهُ. والرَبْعُ: المنزلُ والقَوَاءُ: القَفْرُ. ومعنى أذاعَ فَرَّقَ وَغَيَّرَ ومنه إذاعَةُ السِرِّ وهو نَشْرُهُ. والمُعْصِراتُ: السَحابُ بما ذَواتُ المَطَر ويقال: الرِياحُ؛ أي: غَيَّرَتْهُ وأزالَتْ بَهْجَتَهُ الأمطارُ بما مَحَتْ منه والرياحُ بما أَذْرَتْ عليه. وأرادَ بالحَيْرانِ سَحابًا تَرَدَّدَ بمطرِهِ عليه ولازَمَهُ فجَعَلَه كالحَيْرانِ لذلك. والخَضِلُ: الغَزِيرُ.