الشاهدُ فيه قَولُهُ:(بَدَادِ) وهو اسمٌ للتَبَدُّد معدولٌ عَنْ مؤن، كأنَّه سَمَّى التَبَدُّدَ بَدَّةً ثُمَّ عَدَلَها إلى بَدَادِ كما سَمَّى البِرَّ بَرَّةً.
يَقولُ هذا اللَقيِط بنِ زُرارَةَ التَمِيمي (١٨٣٣)، وكانَ قَد انهَزَم في حَرْبٍ أُسِرَ فيها أَحَدُ إخْوَتِهِ وهو معبَدِّ بن زُرارَةَ، فعَيَّرَهُ ونَسَبَ إليه الحِرْصَ على الطَعامِ والشَراب، وأنَّ ذلك حَمَلَهُ على الانْهِزامِ. وأَرادَ بالمُحَلّقِ قَطِيعَ إبِلٍ وُسِمَ بمِثلِ الحَلقِ مِن وَسْمِ النارِ. والصَعِيدُ: وَجْهُ الأرضِ. وقَولُه: بَدَاد؛ أيْ: مُتَفرِّقَةُ مُتَبَدِّدَة.
وأنشد في البابِ للمُتَلَمِّس (١٨٣٤):
[٧٦٩] جَمادِ لَهَا جَمادِ ولا تَقُولي … طَوالَ الدَهْرِ ما ذُكِرَتْ حَمَادِ
الشاهدُ في قَولِهِ:(جَمادِ وحَمادِ) وهما اسمانِ للجُمودِ والحَمْدِ معدولانِ عن اسمَيْنِ مؤنَّثَيْنِ سُمِّيا بهما كالجَمْدَةِ والمَحْمَدَةِ (١٨٣٥) على ما تَقَدَّمَ.
(١٨٣٣) هو لقيط بن زُرارة بن عُدَس التَميمي، كانَ شاعرًا مُحْينا، وكان على الناس يوم جبلة، وقتل فيها (الشعر والشعراء: ٧١٠، الأغاني ١١/ ١٣٥، المؤتلف ٧٦٦). (١٨٣٤) الكتاب ٢/ ٣٩، ديوانه ١٦٧، ورواية العجز فيه: لَها أُبَدًا إذا ذُكِرتْ حَمادِ (١٨٣٥) في ط: والحَمْدةِ. (١٨٣٦) البيتُ لأبي النجم العجلي في: ما يَنَتْه العرب ١٠١ - ١٠٢، اللسان (قرر)، الخزانة ٣/ ٥٨؛ وهو بلا عزو في: الكتاب ٢/ ٤٠، ما ينصرف ٧٧، المخصص ٩/ ١٠٥، النكت ٨٥٤؛ شرح المفصل ٤/ ٥١، شرح جعل الزجاجي ٢/ ٢٤٧. (١٨٣٧) بعده في ط: (وبَعدَه: واختَلَطَ المعروفُ بالإنكارِ) وهو ليسَ من التحصيل، وإنما من إضافات الناسخين أو الدارسين.