الشاهدُ فيه جَزْمُ (فَيُدْنِكَ) حَمْلًا على النَهْي؛ أيْ: لا تَجْهَدْهُ (١٥٩٨) ولا يُدْنِكَ، ولو أَمْكَنَهُ النَصبُ بالفاءِ على جَوابِ النَهْيِ لجازَ.
يقول هذا لغُلامِهِ وقَد حَمَلَه على فَرَسِهِ ليصيدَ له، ومعنى صَوِّبْ خُذِ القَصْدَ في السَيرِ وارفقْ بالفَرَسِ ولا تَجْهَدْهُ. وأُخْرى القَطاةِ: آخِرُها، والقَطاةُ: مَقْعَدُ الرِدْفِ. ويُروى (فَيُذْرِكَ) أَيْ: يَرْمي بكَ، يقال: أَذْراهُ عَن فَرَسِهِ إذا رَمَى به.
وقَدْ رُدَّ (١٦٠٠) عليه ما تَأَوَّلَهُ مِن حَذْفِ الجواب، وزَعَم الرادُّ أنَّ بعدَه (١٦٠١):
قَطَعْتُ إلى مَعْروفِها مُنْكَراتِها … وقَدْ خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المَتَوَهِّجِ
والحُجَّةُ له أنَّه لَمْ يَرْوِ ما بَعدَه، أو أَخَذَ البيتَ مُفْرَدًا عَمَّنْ رَواه له مِن العَرب، مع إِجماعِ النَحويين على جَوازِ الحَذْفِ في مِثْلِ هذا كما قالَ اللهُ.﷿:"وَلَوْ أنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بهِ الجِبالُ"(١٦٠٢) فَلَمْ يأْتِ ل (لَوْ) بجوابٍ، والمعنى لكانَ هذا القُرآنُ.
(١٥٩٨) في ط: لا تَجْهَدَنَّه. (١٥٩٩) الكتاب ١/ ٤٥٤، ديوانه ٨٣، وروايته فيه: وداوِيَّةٍ. (١٦٠٠) رَدّ عليه المبرّدِّ ما تأوَّلَهُ في الانتصار ١٠٥. (١٦٠١) ديوان الشَمّاخ ٨٤. (١٦٠٢) الرَعْد: ٣١.