الكلام أن تُكسَر لالتقاءِ الساكنين، شَبَّهها في الحذفِ بحروفِ المَدِّ واللِّين إذا سَكَنَتْ وسَكَن ما بعدها نحو يَغزُ العدوّ، ويَقْضِ الحق، ويَخشَ الله، وما (٢٠) اسُتعمِلَ محذوفًا نحو لم يَكُ ولا أَدرِ.
وَصَف أنّه اسَتصحَبَ (٢١) ذئبًا في فَلاةٍ مُضِلَّةٍ لا ماءَ بها، وزَعَم أنّ الذئبَ رَدَّ عليه فقال: لَستُ بآتٍ ما دَعَوتني إليه من الصُحبَة ولا أستطيعُهُ لأنّني وَحشيُّ وأنتَ إنسيٌّ، ولكن اسقني إن كانَ ماؤُكَ فاضِلًا عن رِيِّك، وأشار بهذا إلى تَعَسُّفِهِ الفَلَواتِ التي لا ماءَ بها فيهتدي الذئبُ إلى مَظَانِّه فيها لاعتيادِهِ لها.
وأنشد في الباب لمالك بن حُريَم الهَمَداني، ويروى ابن خُرَيم وهو الصحيح (٢٢):
[٥] فإن يَكُ غَثًّا أو سَمينًا فإنَّني … سَأجعلُ عينيهِ لنفسِهِ مِقنِعا
أراد لنفسه، فحذف الياء ضرورةً في الوَصلِ تَشبيها < لها > بها في الوَقف إذا قالَ لنفسِه.
وَصَف ضَيفًا، فيقول: إنّه يُقَدِّمُ إليه ما عندَهُ من القِرى ويُحَكُمُه فيه ليختارَ منه أفضَلَ ما تَقُع عليه عَيناه فيقنع بذلك.