النَسَب لا على ما يُوجِبُهُ (٣٩٤) التصريفُ كما قالوا: عيشَةٌ راضِيَةٌ والمعنى مَرْضِيَّة، ومعنى تُزَجِّي (٣٩٥) تَسُوقُ سوقًا رَفيقًا. والأطفالُ تَقَعُ على كُلِّ صَغيرٍ من أولادِ الحيوانِ.
وممّا أنشَدَه الزَجّاجُ في الباب عن المُبَرِّدِ للفرزدق (٣٩٦) في قولهم: الضاربُ الرَجُلِ:
أَبَأْنا بها قَتْلى وما في دمائِها … وَفاءٌ وهُنَّ الشافِياتُ الحوائمِ
فأضافَ (الشافياتِ) وفيها الألفُ واللامُ إلى (الحَوائمِ).
يقول: ثَأَرْنا بِقَتْلانا فجَعَلْنا دِماءَ مَنْ قَتَلْنا بهم بَواءً لهم أي: قَوَدًا، وليسَ فيها مع ذلك وَفاءٌ لِدِمائنا وإنْ كانَتْ شِفاءٌ لغَيْرِنا ووَفاءً بدمِهِ. والحَوائمُ التي تَحومُ حَولَ الماءِ عَطَشًا، ضَرَبَها مَثَلًا لطَلَبَةِ الدَمِ.
وأنشد <سيبويه> في البابِ لابنِ مُقْبلٍ (٣٩٧)، واسمُهُ تَميم بنُ أُبَيّ بن مقبل العَجْلاني:
[١٤٩] يا عَيْنِ بَكِّي حُنَيْفًا رأسَ حَيِّهِمُ … الكاسِرينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُبُرِ
الشاهِدُ فيه إثباتُ النونِ مع الألفِ واللام في (الكاسِرينَ) وإنْ لم يَثْبُت معها التَنوينُ لقُوَّتِها بالحركةِ وضَعْفِهِ بالسكونِ، ونَصْبُ ما بعدَها.
يَرثي قومًا فيقول: كانوا سادَةَ حَيِّهم يحلّونَ محلَّ الرأسِ منهم، وكانوا إذا شَهِدوا الحربَ فانكَسَرَ جَيْشُهم كَرُّوا في أَدبارِ المنهزمينَ وقاتلوا دونَهم وكَسَّروا رماحَهم في حِفظِ
(٣٩٤) في ط: يُوجِبُ. (٣٩٥) في ط: تُزَجَّى تُساقُ. (٣٩٦) في ط: ثأَرْنا بها. والبيتُ في شرح ديوانه ٨٥، المقاصد النحوية ٣/ ٣٨٩، الخزانة ٣/ ٣٠٣. (٣٩٧) الكتاب ١/ ٩٤، ديوانه ٨٢، وابن مُقْبل شاعر من مخضرمي الجاهلية والإسلام. (طبقات فحول الشعراء: ١٥٠، الشعر والشعراء: ٤٥٥، الخزانة ١/ ١١٣).