والبُغاةُ جَمعُ باغٍ وهو الساعي بالفَسادِ. والشِقاقُ: الخِلافُ، وأصلُهُ أنْ يأتيَ كُلُّ واحِدٍ من الفريقَينِ ما يَشُقُّ على صاحِبِه، أو يكون كُلُّ واحِدٍ منهما في شِقٍّ غَيرِ شِقِّ صاحبه، والشِقُّ: الجانبُ.
وأنشد في باب كَمْ (٩٩٦):
[٤١٥] على أَنَّني بَعدَ ما قَدْ مَضَى … ثلاثونَ لِلهَجْرِ حَوْلًا كَمِيلا
الشاهدُ فيه فَصْلُهُ بينَ الثَلاثينَ والحَوْلِ بالمجرورِ ضرورةٌ، فجَعَل هذا سيبويه تَقْوِيَةً لِما يَجوزُ في (كَمْ) مِن الفَصْلِ عِوَضًا لِما مُنِعَتْهُ من التَصَرّف في الكلامِ بالتَقديمِ والتأخيرِ، لتَضَمُّنِها معنى الاستِفهامِ والتصديرِ بها لذلك، والثلاثونَ ونَحْوُها مِن العددِ لا تمتنعُ مِن التَقديمِ والتأخيرِ لأنّها لم تَتَضَمَّن مَعنًى يجبُ لها به التَصديرُ، فَعَمِلَتْ في المُمَيَّزِ مُتَّصلًا بها على ما يَجبُ في التَمييزِ، وقد بَيَّنْتُ هذا بِعِلَّته في كتابِ (النكت).
يقول: لَمْ أَنْسَ عَهْدَكِ على بُعْدِه، فَكُلَّما حَنَّتْ عَجولٌ، وهي الفاقِدَةُ وَلَدَها
(٩٩٤) لبشر بن أبي خازم في: الكتاب ١/ ٢٩٠، ديوانه ١٦٥. (٩٩٥) في ط: الأولى. (٩٩٦) البيتان بلا عزو في الكتاب ١/ ٢٩٢، وهما للعباس بن مرداس السلمي في ديوانه ١٣٦.