الوالِهُ من الإبِلِ وغَيرِها، أَوْ نَاحَتْ حَمامَةٌ رَقَّتْ نَفْسي فَذَكَرْتُكِ. والهَدِيلُ هنا صَوتُ الحمامةِ، ونَصْبُهُ على المصدرِ والعامِلُ فيه (تدعو) لأنّه بمعنى تَهْدِلُ، ويجوزُ أنْ يكونَ الهَدِيلُ الفَرْخَ الذي تَزْعُمُ الأعرابُ أنَّ جارِحًا صادَهُ في سَفينةِ نُوحٍ "صَلّى اللَّهُ على نبيّنا محمد وعليه وسَلّم"، فالحَمامُ تبكي عليه كما قال طَرَفَةُ (٩٩٧):
كداعِي هَدِيلٍ لا يُجابُ ولا يَمَلّ
فالهَديلُ هنا الفَرْخُ لأنّ الحمامَ تَدْعوهُ نائحةً عليه فلا يُجِيبُها ولا تَمَلُّ دُعاءَهُ.
وأنشد في البابِ بَعدَ هذا للربيعِ بنِ ضَبُعٍ (٩٩٨):
ويَجوزُ في قولِهِ:(كَمْ عَمَّةٍ) الرَفْعُ والنَصْبُ والجَرُّ، فالرَفْعُ على الابتداءِ وتكونُ (كَمْ) لتكثيرِ المِرارِ، والتقديرُ كَمْ مَرّةً حَلَبَتْ عليَّ عِشاري عَمَّةٌ لكَ وخالَةٌ. والنَصْبُ على أنْ تجعَلَ (كمْ) استفهامًا أو خبرًا في لغة مَنْ ينصبُ بها في الخبرِ. والجَرُّ على أنْ تكونَ (كمْ) خبرًا بمنزلة (رُبَّ).
(٩٩٧) ديوانه ٨٩، وصدره: فَلا أعْرِفَني إنْ نَشدْتُكَ ذِمَّتِي (٩٩٨) الكتاب ١/ ٢٩٣. (٩٩٩) المصدر السابق. (١٠٠٠) المصدر السابق. (١٠٠١) تنظر الشواهد التي أرقامُها: ١٧٧ و ١٧٨ و ٣٦٠.