الشاهدُ في قولِهِ:(وَيْكَأَنْ) وهي عند الخليلِ وسيبويه (٩٨٦) مُرَكَّبَةً مِن (وَيْ) ومعناها التَنْبِيهُ مع (كأنَّ) التي للتَشْبيه، ومعناها "معنى" أَلَمْ تَرَ، وعلى ذلك تَأَوَّلَها المُفَسِّرون (٩٨٧).
وزَعَمَ بعضُ (٩٨٨) النحويِّينَ أنّ قولهم: (وَيْكَأَنْ) بمعنى وَيْلَكَ اعلَمْ أنَّ، فَحُذِفَت اللامُ من وَيْلَكَ كما قال عَنترةُ (٩٨٩):
وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
وحذف (اعْلَمْ) لِعِلْمِ المخاطَبِ مع كَثرةِ الاستعمالِ.
وهذا القَولُ مردودٌ لِما يَقَعُ فيه من كَثرةِ التَغييرِ، وقد بَيَّنْتُ حقيقَتَهُ في كتابِ (النكت)(٩٩٠).
وقولُه:(سَالَتَاني) أَبدَلَ فيه الهمزةَ ألِفًا ضَرورةً (٩٩١)، أو يكونُ استعملَ لُغَةَ مَنْ يَقولُ: سِلْتُهُ أسألُهُ مثل خِفْتُهُ أَخَافُهُ وَهُما يَتَساولان، وهي لُغةٌ معروفةٌ وعليها قراءَةُ مَنْ قَرَأَ (٩٩٢): "سالَ سايلٌ بعذابٍ واقعٍ"، والنَشَبُ: المالُ، وقد تَقَدَّمَ تَفسيرُهُ (٩٩٣).
(٩٨٦) الكتاب ١/ ٢٩٠. (٩٨٧) ينظر رأي المفسرين في قوله تعالى: ﴿وَيْكَأَنَّ اللَّهَ﴾، سورة القصص: ٨٢ في: البحر المحيط ٧/ ١٣٥. (٩٨٨) هَذَا رَأي الفَرَاء، ينظر: معاني القرآن ٢/ ٣١٢. (٩٨٩) ديوانه ٢١٩، وتمام البيت وروايته فيه: ولَقَدْ شَفَى نَفْسِي وأَبْرأَ سُقْمَها … قِيلُ الفوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ قَدِّمِ (٩٩٠) ينظر: النكت ٥٢٤. (٩٩١) في ط: صورة، وهو تصحيف. (٩٩٢) المعارج: ١، وقد قرأ نافع وابن عامر (سالَ) بألفٍ ساكنة بدلًا من الهمزة، وقرأ الباقون بهمزةٍ، وحمزةُ يجعلها في الوقف بينَ بينَ. الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٣٤، التيسير ٢١٤. (٩٩٣) ينظر الشاهد (٢٢).