وخَطّوا لي أبا جادٍ وقالوا … تَعَلَّمْ صَعْفَضًا وقُريْسِياتِ (٦٤)
وهكذا نجح أبو الحجاج في استقصاء معظم شواهد الكتاب، وأنجز ما رسمه لنفسه في مقدمته حين قال:(ويسهل عليه حصر عامّتها)(٦٥).
اختلاف الرواية:
عُني أبو الحجاج في شرح الشواهد باختلاف الرواية، وهو أمرٌ ضرروي لمن يشرح شواهد نحوية، لأنّ الرواية الأخرى إذا وقعت في موضع الشاهد من البيت قد تُلْغي الاستشهادَ بالبيت، ومثالُ ذلك قول الأعلم بعد بيت ذي الرمّة:
مَشَيْنَ كما اهتَزّتْ رماحٌ تَسَفَّهتْ … أعالِيَها مَرُّ الرياحِ النَواسِمِ
(ويروى مرضى الرياح، يريد الفاترة، ولا ضرورة فيه على هذا)(٦٦)، وهناك أمثلة كثيرة أدّى اختلافُ الرواية إلى إبطال الاستشهاد بها (٦٧).
والأعلمُ لا يذكر اختلافُ الرواية من غيرِ تعليق، لأنّ الاختلافَ قد يكون سببه التصحيف، كقوله بعد بيت النابغة الذبياني: