ب - قد يوضح المعنى بطريق إيراد البيت الذي يليه أو يسبقه، فمثال الأول شرحه بيت خداش بن زهير (٢٧)، ومثال الثاني شرحه بيت النمر بن تولب (٢٨)، وربّما ذكر أكثر من بيت بعد البيت الشاهد، كما فَعَل في شرح بيت زياد الأعجم (٢٩).
وهذه الوسيلة تفيد الشرّاح كثيرًا في جلاء المعاني، ولو التزمها الأعلم دائمًا لابتعد عن الأخطاءِ التي قد يقع فيها، فقد أخطأ الأعلم في شرح الشاهد:
يَحسبُهُ الجاهلُ ما لَمْ يَعْلَما … شيخًا على كُرسِيّه مُعَمّما
فالقائل عند الأعلم (٣٠) يصف جبلًا قد عَمّه الخِصبُ، في حين يصف القائلُ وَطْبَ لبنٍ قد ارتَفَعَت رغوتُهُ (٣١).
١١ - يذكر المعاني المختلفة للبيت، ويُرجّح أصحَّها، كقوله بعد بيت، حنظلة بن فاتك:
(والبيت يتأول على معنيين: أحدهما وهو الأصح، أن يكونَ وصَفَ جبانًا فيقول: أيقَنَ أنَّه إن التَبَست به الخيل فثبت قُتِلَ فصار مالهُ إلى غيرهِ فكعّ وانهزم، والمعنى الآخر أن يكون وَصَف شجاعًا فيقول: قد عَلم أنَّه إنْ ثَبتَ وأجل لم تتغيّر الدُنيا بعده، وبقي من أهله من يَخلُفُه في حُرِمَه ومالهِ، فثبت ولم يُبالِ بالموت)(٣٢).