فروي: اللذان في ظهر القدمين؛ لأنه الواحد في كل رجل، وهو مشهور في اللغة.
وروي: اللذان في جانب الساق؛ لأنه مشتق من التكعب، والسوق: الارتفاع، ومنه امرأة كاعب؛ إذا برز نهدها، والكعبة: العظمة، وهذان قد برزا أكثر؛ فكانا أولى بالاسم.
واختلف في الاقتصار على المرة الواحدة إذا أسبغت (١):
فعن مالك ذلك.
وعنه الكراهة؛ إلا من العالم، لأنه يُؤْمَنُ منه الإسباغ، وغيره يخفى عليه بقاء اللمعة (٢).
وعنه المنع مطلقاً احتياطاً؛ لأن العامي إذا رأى ذلك اعتمده ولا يضبطه؛ فلا يسبغ، ولذلك كره النقصان من اثنتين خيفة أن يكون ترك شيئاً من الأولى، أو لأنه إذا اقتصر على الواحدة ترك الفضيلة جملة (٣).
وهل ينوي بما زاد الفضيلة؟
قال سند: الظاهر أنه لا ينوي شيئاً معيناً؛ بل يعتقد ما زاد على الواحد فضيلة.
وقال المازري: الظاهر من مذهب الجمهور أنه ينوي الفضيلة في الزائد؛ لأن الواجب إذا أتى به لم يبق إلا اعتقاد الفضيلة.
وقال بعض المتأخرين: لا ينوي مجرد الفضيلة، بل ينوي إن كان أخل من
(١) انظر: «المدونة» (١/٤٩)، و «النوادر» (١/٣١ و ٣٢). (٢) انظر: «النوادر» (١/٣١)، و «التبصرة» (١/٩). (٣) انظر: «التبصرة» (١/٩).