من علماء مذهب مالك، وقد انتهت إليه رياسة وقته فيه (١)، كان إماما في الفقه (٢)، وأصوله، وأصول الدين، عالما بالتفسير، وبعلوم أخر (٣).
* قال فيه تلميذه ابن راشد القفصي (٧٣٦ هـ): «ثم رحلت للقاهرة إلى شيخ المالكية في وقته، فقيد الأشكال والأقران، نسيج وحده، وثمر سعده، ذي العقل الوافي، والذهن الصافي، الشهاب القرافي، كان مبرزا على النظار، محرزا قصب السبق، جامعا للفنون، معتكفا على التعليم على الدوام، فأحلني محل السواد من العين والروح من الجسد، فجلت معه في المنقول والمعقول، فحفظت الحاصل وقرأته مع المحصول، فأجازني بالإمامة في علم الأصول، وآذن في التدريس والإفادة (٤)».
* ووصفه ابن فرحون بقوله: «الإمام العلامة، وحيد دهره، وفريد عصره، أحد الأعلام المشهورين، انتهت إليه رئاسة الفقه على مذهب مالك رحمه الله تعالى، وجد في طلب العلوم، فبلغ الغاية القصوى، فهو الإمام الحافظ، والبحر اللافظ، المفوه المنطيق، والأخذ بأنواع الترصيع والتطبيق (٥)».
* وقال قاضي القضاة تقي الدين ابن شكر: «أجمع الشافعية، والمالكية على أن أفضل أهل عصرنا بالديار المصرية ثلاثة: القرافي بمصر القديمة، والشيخ