والصلاة والسلام على سيدنا محمد ذي الفضل الأتم، والخير الأعم، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأبرار، ومن داوم سنّته، وسلك منهجه ما تعاقب الليل والنهار.
وبعد، فإن من حق التراث المخطوط تحليته المفاخر والممادح، وتجنيبه المزالق والمقابح، وسبيل ذلك تحقيق نصوصه، وحل رموزه، وكشف أسراره، وسبر أغواره، على مهيع العلماء الفطاحل، والنجباء الأوائل.
هذا وقد كنت أعاود النظر، وأتطلب الخبر، مذ أعوام مديدة، وسنين عديدة، فأرى الراغبين من أهل التحقيق، الناسلين إليه من كل طريق، يبذلون المهج لإدراك مخطوطة عزيزة، ونسخة شريفة، أوشكت أن تغيب عن الوجود، وتوصف بالمفقود، فيقوموا لخدمتها بنفيس الأوقات، وكريم الأعمار، فحازوا بذلك الشرف والسيادة، ونالوا القيادة والريادة.
فعزمت على اقتفاء آثارهم، واقتباس أنوارهم، بخدمة مخطوطة في غاية النفاسة، لم تحقق من قبل.
فمن الله عليَّ باقتراح دار أسفار المباركة لكتاب علم مالكي مقدم، وإمام