قال ابن بشير: اختلف الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم هل القصر هاهنا في العدد للسفر، وإن لم يكن خوف؟ أو في الهيئة مع الخوف؟
وعلى الأول الجمهور.
وفي مسلم: أن يعلى بن أمية قال لعمر بن الخطاب ﵁: ما بالنا نقصر وقد قال تعالى: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ﴾ [النساء: ١٠١]، وقد صلى الله أمن الناس، فقال عمر: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله ﷺ في ذلك فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته (١).
وقال علي ﵁: سأل قوم من التجار رسول الله ﷺ فقالوا يا رسول الله، إنا نضرب في الأرض فكيف نصلي؟ فأنزل الله ﷿: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ
(١) أخرجه أحمد في «مسنده» رقم (١٧٤)، ومسلم في «صحيحه» رقم (١٥٧٣).