وفي «الموطأ» عن سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله أنهما كانا يرعفان فيخرج منهما الدم حتى تختضب أصابعهما، ثم يصليان ولا يتوضآن (٣).
وعن عمر بن الخطاب ﵁ أنه صلى في الليلة التي طعن فيها وجرحه يثعب دماً، أي: يسيل (٤).
فدل على أن سيلان الدم لا ينقض الوضوء.
احتجوا أن سلمان قال: رآني رسول الله ﷺ وقد سال من أنفي دم، فقال ﵇:«[أَحْدِثْ لِمَا حَدَثَ وُضُوءًا]»(٥)(٦).
وخرج عن تميم الداري أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الوُضُوءُ مِنْ كُلِّ دَمِ سَائِل»(٧).
وعن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا رعف أحدكم فلينصرف،
(١) يصعب قراءتها في الأصل، واستدركتها من «التذكرة» (١/ ١٣٩). (٢) أخرجه من حديث أنس: الدارقطني في «سننه» رقم (٥٤٥)، والبيهقي في «سننه» (١/ ١٤١)، وقد ضعفه الغساني في «الأحاديث الضعاف رقم (٩٦)، وابن حجر في «التلخيص» (١/ ٢٠٢). (٣) أما أثر سعيد: فأخرجه مالك في «الموطأ» رقم (٨٥)، وأخرج أثر سالم كذلك برقم (٨٦). (٤) أخرجه مالك في «الموطأ» برقم (٨٧)، والبيهقي في «سننه الكبرى» (١/ ٣٥٧)، وهو منقطع، لكن عبد الرزاق وصله في «مصنفه» برقم (٥٧٩). (٥) اضطرب حرفه في الأصل، والمثبت من «التذكرة» (١/ ١٤٠). (٦) أخرجه الدارقطني في «سننه» رقم (٥٦٦)، وانظر كلام ابن حبان في «المجروحين» (٣/ ١٠٥). (٧) أخرجه الدارقطني في «سننه» رقم (٥٧٠)، والبيهقي في «الخلافيات» (١/ ٣٥٤)، وقال الدارقطني عقبه: عمر بن عبد العزيز لم يسمع من تميم الداري، ولا رآه، ويزيد بن خالد ويزيد بن محمد مجهولان. وانظر: نصب الراية» (١/٣٧).