للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله : «اقتلوا شيوخ المشركين [واستبقوا] (١) شَرْخَهم» (٢)، أي: شبابهم فمحمول على من يقاتل، أو ذي رأي؛ جمعاً بين الأحاديث.

قال سحنون: يُقتل الأجذم الذي يقتل ويدبر، دون مَنْ أبطله الجُذام، والمفلوج، إلا ذا الرأي، ويُقتل الأعمى؛ لأنَّ فيه المكر والتدبير، والمجنون الذي يفيق أحيانًا دون المطبق، ويُقتل المريض الشاب، والمجروح، إلا منفوذ المقاتل.

ومن قَتَلَ مَنْ نُهي عن قتله من صغير أو امرأةٍ أو شيخ بدار الحرب قبل أن [يُغنَم] (٣)؛ استغفر الله تعالى، أو بعد أن غُنم فعليه قيمته، يُجعل في المغنم؛ لأنه الآن مال أتلفه على الغانمين دون الأول.

وفي «مسند أبي بكر بن أبي شيبة»: قال رسول الله : «لا تقتلوا أهل [الصوامع] (٤)» (٥).

وقال الصديق [ليزيد] (٦) بن أبي سفيان حين وجهه إلى الشام: إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما حبسوا أنفسهم (٧).

ولأنهم لا يقاتلون فأشبهوا الصبيان والنسوان.


(١) في الأصل: (واسبقوا)، والمثبت من كتب الحديث.
(٢) أخرجه من حديث سمرة بن جندب: أحمد في «مسنده» رقم (٢٠٢٣٠)، وأبو داود في «سننه» رقم (٢٦٧٠).
(٣) في الأصل: (يقيم)، والتصويب من «التذكرة» (٥/ ٣٢٦).
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من «التذكرة» (٥/ ٣٢٦).
(٥) أخرجه بنحوه من حديث ابن عباس: أحمد في «مسنده» رقم (٢٧٢٨)، وأبو يعلى في «مسنده» رقم (٢٦٥٠).
(٦) في الأصل: (لزيد)، والمثبت من «التذكرة» (٥/ ٣٢٦)، و «النوادر» (٣/ ٦٠).
(٧) «النوادر» (٣/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>