المعنى الثاني: كون أحدهما أصلاً للآخر، فإِن عني به التكلم بأحدهما قبل الآخر لم يقم على هذا دليل في أكثر المواضع، وإن عني به سبق أحدهما عقلاً -لكونه مفرداً وهذا مركبًا- فالفعل مشتق من المصدر والله أعلم.
والاشتقاق الأصغر: اتفاق القولين في الحروف وترتيبها.
والأوسط: في الحروف.
وذكر بعضهم (٢) اشتقاقاً أكبر، وهو: اتفاق القولين في جنس الحروف كاتفاقهما في حروف الحلق.
وقد يطرد (٣) المشتق، كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة (٤) بهما. وقد يختص، كـ "القارورة" للزجاجة، و "الدَّبَران"(٥) إِحدى منازل القمر وهما من الاستقرار والدبور.
[مسألة]
إِطلاق (٦) الاسم المشتق قبل وجود الصفة المشتق منها: مجاز، ذكره
(١) نهاية: ٢٨ من (ح). (٢) انظر: الخصائص ٢/ ١٣٣، والمزهر ١/ ٣٤٧. (٣) انظر: شرح الكوكب المنير ١/ ٢١٢. (٤) في (ظ): المشبه. (٥) في لسان العرب ٥/ ٣٥٦ (دبر): والدَّبَران: نجم بين الثريا والجوزاء. ويقال له: التابع، والتويبع، وهو من منازل القمر، سمي دَبَرانا لأنه يدبر الثريا، أي: يتبعه. (٦) انظر: المسودة/ ٥٧٠، والقواعد والفوائد الأصولية لابن اللحام/ ١٢٦، وشرح الكوكب المنير ١/ ٢١٣.