يقال: هَيْتَ أي: أَسرِعْ كما يقال هل، قال الشاعر (١):
إنَّ العراقَ وأهلَهُ … عُنقٌ إليك فهَيْتَ هَيْتَا
واللامُ في لك للبيان أي: لك أقول كقولهم: هلُمَّ لك، وهو مبنيٌّ على الفتح مثل أين وهيْتَ مثلُ: عِيط، وهيْتُ مثل: حيثُ لغاتٌ فيه، قال الشاعر (٢):
ليس قومي با لأبعدين إذا ما … قال داعٍ من العشيرةِ هيتُ
وكأنَّ أصلَ الكلامِ هيتَ لك أي: دعاءي لك فَبَنَاهُ لمّا قَطَعه عن الإضافه مع تضمُّنِه معناها كقَبْلُ وبعدُ.
«وهَمْزُهُ لسَانٌ» أي: لغةً أيضاً، وهو مِنْ هاء يهيء إذا تهيَّأ مثل: جاء يجيء، وفتْحُ التاء هو المشهورُ عن هشامٍ.
قال في التيسير (٣): وقد رُويَ عنه ضمُّ التاء (٤)، وقال في غيره: وبه قرأت في رواية إبراهيم بن عبَّاد عنه.
أبو علي (٥): «يُشْبِهُ أنْ تكون الهمزةُ وفتحُ التاءِ وهماً من الرَّاوي، لأنَّ
(١) لم أقف على قائله وهو في اللسان (هيت) ٢/ ٤١١، الخصائص ١/ ٢٧٩، تفسير الطبري ١٦/ ٢٥. (٢) ينسب لطرفة بن العبد وليس في ديوانه انظر: تفسير الطبري ١٦/ ٣٠. (٣) التيسير ص ١٢٨. (٤) قلت: التحقيق من طريق التيسير أن لهشامٍ الفتح وهذا الذي قرأت به على شيوخي وأما الضم فليس من طريق الحرز فقد ذكره الشاطبي ليبين الصواب في ذلك. انظر: النشر ٢/ ٢٩٤، إتحاف فضلاء البشر ص ٢٦٣. (٥) الحجة ٤/ ٤٤٨.