ويقطع عليه، ثم يقرأ بعد ذلك بسم الله الرحمن الرحيم موصولاً بالسورة الثانية إلى آخر القرآن.
وقال صاحب الروضة: اتفق أصحاب ابن كثير على أنَّ التكبير منفصل من القرآن لا يختلط به قال ولم يختلفوا أيضا أنه منقطع مع خاتمة الناس وذكر أبو الطيب في ذلك ثلاثة أوجه:
الأول: أن يسكت إذا فرغ من السورة، ثم يبتدئ بالتكبير، ثم يقرأ
بسم الله الرحمن الرحيم.
والثاني: أن يسكت على آخر السورة من غير تنفس ولا وقف، ثم يكبر ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.
والوجه الثالث: أن يكبِّر مع فراغه من آخر السورة من غير سكت مقطوع ولا سكت في وصله ولكنه يصل آخر السورة بالتكبير ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، وهو الذي أراد ناظم القصيدة بقوله:«أوصل الكل دون القطع».
قال أبو الطيب (١): وهو الأشهر من هذه الوجوه، وبه قرأت وبه آخذ، قال أبو الطيب: وهذه سنةٌ مأثورةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعن الصحابة والتابعين، وهي سنةٌ بمكة لا يتركونها البتة، ولا يعتبرون رواية البزي ولا غيره.
قال: ومن عادة القرَّاء/ في غير مكة ألا يأخذوا بها إلا في رواية البزي وحدها، فاعرف ذلك واعمل عليه تُصِبْ المرادَ إن شاء الله تعالى.
يعني أنك إذا وصلت التكبير بآخر السورة، فإن كان ساكناً نحو:{فَارْغَبْ}(٢) أومُنَوَّناً نحو: {لَخَبِيرٌ}(٣)، و {مِنْ مَسَدٍ}(٤) كَسَرْت لالتقاء الساكنين.
(١) النشر في القراءات العشر ٢/ ٤١١. (٢) الآية ٨ من سورة الانشراح. (٣) الآية ١١ من سورة العاديات. (٤) الآية ٥ من سورة المسد.