وقد قال الزجاج (١): قَوْلُهُ: {ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا}(٢) دليلٌ على فلا اقتحم ولا آمن، وقال غيره: هي مكررة في المعنى، لأنَّ معنى فلا اقتحم العقبة فلا فك رقبة ولا أطعم مسكيناً، ألا ترى أنه فسَّر اقتحام العقبة بذلك.
ومعنى «فانهلا» فانهلن أي: قد صادفت ندى عاماً فاشرب، يقال منه: نَهَلَ يَنْهَلُ، قال (٣):
[تقدم القول في {مُوصَدَةٌ}(٤)، {فَلا يَخَافُ}(٥) بالفاء لقوله: {فَدَمْدَمَ … فَسَوَّاهَا}(٦) أي: فلا تخاف الله عقبى هلكتهم، أو لا يخاف رجوع السلامة بعد أن أزالها عنهم، قاله الأنباري، وهي في الشامي والمدني بالفاء (٧)، وفي غيرهما بالواو، وهي واو الحال أي: دمدم غير خائف، أو انبعث أشقاها غير خائف عقبى عقرها، والدمدمة إطباق العذاب عليهم، وناقة/ مدمدمة إذا اكتست شحماً.
وأبجل كفى، يقال: أبجله الشيء كفاه، قال الكميت (٨):
(١) معاني القرآن للزجاج ٥/ ٣٣٠. (٢) الآية ١٧ من سورة البلد. (٣) صدره: «الطاعن الطعنة يوم الوغى» وهو في اللسان (نهل) ١١/ ٦٨١. (٤) الآية ٢٠ من سورة البلد. (٥) الآية ١٥ من سورة الشمس. (٦) الآية ١٤ من سورة الشمس. (٧) المقنع ص ١١٢. (٨) صدره «إليه موارد أهل الخصاصِ» وهو في اللسان (بجل) ١١/ ٤٦. (٩) مابين المعقوفتين سقط من (ش).