السَّنا: الضوء، والزرق جمع أزرق، يوصف الماء لكثرة صفائه بذلك وعني به هاهنا ماء الأسنان، والطِّلاء [الخمر وذلك على عادة العرب في وصف الأفواه بذلك، أو يكون الطلاء بمعنى الشفاء من طلاء الإبل](١) وضمَّنَ كلماتِ البيت أحرفَ تاء التأنيث من بعدها إلى الواو الفاصلة.
فالذي أظهرته مِنْ ثغرها در نمته أي: رفعته بدوره أي: الكوامل أو تشبهن بالبدور، والمخول المملك، وأدغم أي: أخفى ورش أي: تناول يسير في حال ظفره وتملكه أي: أظهر جميعها ابن كثير، وعاصم، وقالون، وأدغم ورش عند الظاء فقط.
عَبَّر عن القوي المالك لنفسه بقوله:«كهف وافر سيب جوده»، لأنّ من كان بهذه الصفة لايبالي بالإظهار، وهو عصرة يرجع إليها، والعُصْرَةُ والعُصْرُ والمُعْصِّرُ والمُعْتَصِر (٣) الملجأ. قال الشاعر:
صادياً يستغيثُ غيرَ مغاثٍ … ولقد كان عُصرةَ المنْجودِ (٤)
أي: ملجأ لعباد الله.
(١) مابين المعقوفتين سقط من (ت). (٢) في متن الشاطبية المطبوع [فإظهاره] والصواب ماأثبته حسب النسخ المخوطة، وشروح الشاطبية المطبوعة. (٣) اللسان (عصر) ٦/ ٢٥٤. (٤) البيت لأبي زبيد قاله في رثاء أخيه لما مات عطشاً في مكة. وهو في ديوانه ٥٩٤، واللسان (عَصَرَ) ٦/ ٢٥٤.