{تنزيلَ}(١) نصبٌ على المصدر من معنى المرسلين، لأنَّ الإرسال بمعنى التنزيل، أو يكون فعلُه مُضْمَرَاً دلَّ عليه المصدر أي: نزَّل القرآن تنزيلاً، ثم أضاف، ويجوز نصبه على المدح، والرفع على هو تنزيل، و {فَعَزَزْنا}(٢) بالتخفيف فغلبنا، يقال: عَزَّهُ يَعُزُّهُ عَزَّاً غَلَبَهُ، ومنه: مَنْ عَزَّ بَزَّ (٣)، والعِزَّةُ القُوَّةُ، والغَلَبَةُ، و {فَعَزَّزْنا} شدَّدنا وقوَّينا، ومنه يُقال للأرض الصلبة: العَزَازُ والمَطَرُ يُعَزِّزُ الأرضَ أي: يُقَوِّيها ويُلَبِّدُها، واستعزَّ الرملُ وغَيْرُه تَمَاسَك وقَوِيَ ومُحمِلا معيناً على الحمْل.
(ما) بمعنى الذي، والهاء تحذف من صِلة الذي لطول الاسم أي: ليأكلوا من ثمر الله الذي خلقه ومما عملته أيديهم، أو من ثمر النخيل، أو من ثمر المذكور، وهو الجنات كقول رؤبة (٤):
فيها خطوطٌ من بياضٍ وبَلَق … كَأَنَّه في الجلدِ تَوْلِيعُ البَهَق
وقال: أردت كأنَّ ذلك، ويجوز على قراءة مَنْ أثبت أن تكون (ما) نافية أي: إنهم، وإن حاولوا الغِراسَ والسَّقْيَ فالله هو الذي خلق ذلك،
(١) الآية ٥ من سورة يس. وقراءة ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي {تنزيل العزيز الرحيم} بنصب اللام والباقون برفعها. (٢) الآية ١٤ من سورة يس. (٣) من الأمثال العربية أي: الغنيمة لمن غلب. انظر: جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري ص ٢٨٨. (٤) تقدم في ١/ ٦٢٢.