إنما قال:«زكا»، لأنَّ بعضهم قال: رواية قنبلٍ وهْمٌ، ولا يجوز همز ساقيها، ولا وجه له فإياك وهمْزَهُ، ووجه همْزِهِ أنه أجرى الواحد في الهمز على الجمع/ في سؤوق وليس بقياس مطرد، والقراءة ثابتة.
وقال بعضهم: هما لغتان الهمز وتركه، وقال قومٌ: أصل ساق سَوْقٌ، فقلبت الواو ألفاً كبابٍ، وهَمَزَتْهَا العرب تشبيهاً بكأسٍ ورأسٍ مثل قولهم: حَلأّتُ السويق، والأصل حَلَّيْتُ تشبيهاً له بحلأته عن الماء.
وقال بعضهم: إنَّ العرب قد تقلب حرف المد همزة كما تقلب الهمزة مداً، وكان العجاج يقول: الخاتم والعالم، قال (١):
* فخْنِذِفٌ هامةُ هذا العَأْلَمِ *
وأما سُوْقه في قوله:{فَاسْتَوَى عَلَى سُوْقِهِ}(٢) ففي هَمْزِه وجهان:
أحدهما: أن يكون جُمِعَ على سُؤق كما قالوا: أُسُدٌ في جمع أَسَدٍ، ثم همزت الواو فصار سُؤق، ثم أُسكنت بعد همزها.
(١) البيت للعجاج وقبله: «مباركٍ للأنبياء خَأْتَمِ». وهو في ديوانه ١/ ٤٦٢، وابن يعيش ١٠/ ١٣، ورصف المباني ٥٦. (٢) الآية ٢٩ من سورة الفتح.