[قرأ](١) حفص {اسْتُحِقَّ عليهم الأوَّلِيان}(٢) وهي قراءة أُبَيٍّ، وعليِّ، وابن عباسٍ والأَوْليان تثنية أَوْلَى وهو فاعل استحق؛ والمعنى من الورثة الذين استحق عليهم الأوليان أي: الأحقَّان مِنْ بينهم بالشهادة والأوْليان بأن يجردوهما للقيام بالشهادة ويُظهروا بهما كذبَ الكاذبين، كأنَّ هذين الشاهدين استحقَّا على الذَين هما منهم أن يستشهدوهما وأن [يعيِّبُوهما](٣).
وقرأ حمزة، [وأبو بكر](٤){اسْتُحِقَّ عليهم الأوَّلِين} على أنه وصْفٌ للذين استحق عليهم، وهو مجرورٌ أو منصوبٌ بأعني، وجعلهم أولين إما لتقدُّم ذكرهم في أولِ القصَّة وهو قوله:{يا أيها الذِين آَمَنُوا شَهَادَة بينكم}(٥)، أو لتقدُّمِهم على الأجانب في الشهادة لكونهم أحقَّ بها.
وقرأ الباقون {استُحِقَّ عليهم الأوْلَيَانِ} قالوا: ومعناه من الذين استحق عليهم الإثم أي: جُني عليهم، و (الأوليان) على هذا مرفوع على تقدير قول قائل: ومَنْ هما؟
فقيل: [هما الأوليان، أو على البدل من (آخران)، أو من الضمير في (يقومان)، أو على الابتداء والتقدير فالأوليان آخران] (٦).
وأجاز الأخفش (٧) أن تكون صفةً لآخران لأنه لما وصِفَ بيقومان اختصَّ، فلما اختص جاز أن يوصف بما وصف به المعارف.
(١) في (ع) [قراءة]. (٢) الآية ١٠٧ من سورة المائدة. (٣) في (ع) [يعينوهما]. (٤) في (ع) [ابن ذكوان]. (٥) الآية ١٠٦ من سورة المائدة. (٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ع). (٧) معاني القرآن للأخفش ١/ ٢٦٦.