هذا يسمى وقف الاختبار والابتلاء، وقد ينقطع نفس القارئ فيقف على ذلك، وقد ثبتت الرواية عن المذكورين أنهم كانوا يراعون رسم المصحف للوقف لما في ذلك من الاتِّباع له والتنبيه عليه.
أي: يرتضى الوقف على الرسم لهما اختياراً من أهل الأداء والناقلين للقراءة عنهما، وذكر هاهنا ومااختلفوا فيه لاغير، وسأذكر المتفق عليه أيضاً فيما بعد إن شاء الله تعالى.
ذهب جماعةٌ من أئمة العربية إلى أنَّ الهاء هي الأصل، واستدلوا على ذلك بأشياء منها أنَّ أهل الحجاز وقريشاً يقفون بالهاء، وكذلك عامة القرَّاء.
قال بعض العلماء: وإنما جعلوها تاءً في الوصل لئلا يلتبس شجرة في حال النصب بقولهم: شجرها، وذلك أنهم لو تركوها هاءً في الوصل لقالوا في حال النصب: رأيت شجرها كقولك: رأيت زيداً لأنها حرف إعراب كالدال من زيد فيؤدي ذلك إلى الإلباس/ فأبدلوها في حال الوصل تاء خشية الإلباس لأنها حال تعاقب الحركات، ولما أمن الإلباس في الوقف تركت على حالها إذ لا حركة، وهذا مذهب ثعلب وغيره قالوا: الهاء هي الأصل في الأسماء المؤنثة وقُصِدَ بها الفرق بين الأسماء والأفعال لتكون الأفعال بالتاء، والأسماء بالهاء لئلا يلتبس تاء (١)[شحرة بشجرت](٢) مثلاً.