محمد مِنْ قدرة الله تعالى على هذه المخلوقات العظيمة، وهم يسخرون وينكرون المعاد، وكان شريح يقرأ بالفتح، ويقول: الله تعالى لا يعجب إنما يعجب من لا يعلم، فقال النخعي: إنَّ شُرَيْحَاً كان يُعْجِبُهُ عِلْمُهُ، وابن مسعود أعلم.
ويجوز أن يكون المعنى: قل يا محمد: بل عجبت، «وَسَا كِنُ مَعاً أوْ آباؤُنَا» يريد هاهنا (١) وفي الواقعة، وهو مثل:{أَوَ أَمِنَ أَهْلُ القُرَى}(٢)، وكيف بَلَّلَ على تبليله وقِلَّتِهِ أي: أنه لم يقرأ به سوى ابن عامر وقالون ويرُدُّ به روايةُ ابن مجاهدٍ ذلك عن نافع، وقد شَرَطَ أنه متى اتفق أصحاب نافع، قال: قرأ نافع ورواية أبي يعقوب الأزرق، وعبد الصمد عن ورش بفتح الواو، والذي روى الإسكانَ عن ورش الأصبهانيُّ مثل:{أو أمن}.
أو مِنْ أنَزَف إذا نفِدَ شرابُهُ، ولا يُنْزَفُون بالفتح لا تذهب عقولهم، يقال للسكران الذاهب العقل: نزيف ومنزوف، ويقال: زفَّ الظليمُ والبعيرُ يَزِفُّ زفيفاً إذا أسرع، ويقال: أزفَّ إذا دخل في الزفيف، وأزفَّ غيره [إذا حمله](٤) على الزفيف فَيَزِفُّون من ذلك.
(١) قرأ ابن عامر هنا وفي الواقعة {أَوْ آباؤنا} (٢) الآية ٩٨ من سورة الأعراف. (٣) البيت للأبيرد وهو في اللسان (نزف) ١١/ ٢٣٩، والبحر ٧/ ٣٥٠، مجاز القرآن ٢/ ١٦٩، والمحتسب ٢/ ٣٠٨، ومعاني القرآن للزجاج ٤/ ٣٠٤. (٤) مابين المعقوفتين غير واضح في الأصل.