مَنْ قرأ {يَخْدعُون}(٢) جعل {يُخَدِعُون} الأول بمعنى {يَخْدَعُون}، فهو مثل عافاك الله. ففي قراءتهم {يَخْدَعُون} تنبيهٌ على أنَّ الأول بمعناه. ولاطائل تحت قول من قال: إنَّه جعل المخادعة في الأول لله وللذين آمنوا، فكيف يجعلها ثانياً لأنفسهم، وقال: هي مناقضة، لأنَّ معناه كقولك: ظلمت زيداً، وما ظلمت إلا نفسك، لأنَّ مخادعتهم لله عائدةٌ عليهم، فكأنَّهم إنما خادعوا أنفسهم.
وحجة {يُخَدِعُون}: أنه موافق للأول.
ومَنْ قال أيضا - محتجاً لهذه القراءة -: إنَّ الإنسان لايخدع نفسه، فجوابه: أنه لم يُرِد أنهم خدعوا أنفسهم، ولكنْ لما عاد مكرهم عليهم صاروا خادعين لأنفسهم في المعنى.
(١) قوله: [يسمون] غير واضحة في الأصل. (٢) الآية ٩ من سورة البقرة.