وأصل الخديعة من الاختفاء، ومنه المخدع في البيت. ويقولون: خَدَع الضبُّ في جُحْرِه .. إذا دخل فيه واختفى. ثم استُعْمِل في التمويه والحيل والمكر وما يخالف النصح، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المكر والخديعة في النار»(١).
وكذلك استُعْمِلَ في الفساد، قال الشاعر (٢):
............... … طيِّبُ الرِّيقِ إذا الريقُ خَدَع
أي: فسد.
وقوله:«الفتح من قبل ساكن» يعني: فتح الياء، والساكن: الخاء.
و «بعد»: يعني فتح الدال، و «ذكا»(٣) معناه: اشتعل وأضاء، و «أوّلا»: منصوبٌ على الحال، والتقدير: كالحرف المنزل أولا. أوعلى الظرف.
قال الله تعالى {ومَا هُمْ بِمُؤْمِنِين}(٤)، فأخبر عن كذبهم في قولهم:{آمنِّا}(٥) ويلزم من كذبهم تكذيبُهم، فَمَنْ قرأ {بِمَا كَانوا
(١) رواه البخاري في صحيحه بلفظ «الخديعة في النار». كتاب البيوع/ باب النجش ٤/ ٣٥٥، وأما لفظ المكر والخديعة في النار فقد رواه الطبراني في الصغير والحاكم في المستدرك من حديث أنس وقال ابن حجرٍ: وإسناده لابأس به. فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٥/ ٣٥٥ (٢) البيت لسويد بن أبي كاهل يصف ثغر امرأةٍ. وصدره: «أبيضُ اللون لذيذٌ طعمُه». انظر: البحر المحيط ١/ ٥٢، و لسان العرب (خدع) ٩/ ٤١٧. (٣) الذال رمزٌ للكوفيين و ابن عامر. (٤) الآية ٩ من سورة البقرة. (٥) الآية ٨ من سورة البقرة.