الخطاب لأنَّ قبله:{وإن تُكذِّبوا}(١)، والغيبة راجعة إلى أممٍ في قوله:{فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ}(٢)، أولم يروا يعني الأمم المكذبة، «وحَرِّك» يريد به افتح الشين، «ومُدَّ» أي: ايت بألفٍ بعد الشين والنَّشَاءة والنَّشْأَةُ كالرآفة والرأفة.
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي {مَوَدَّةُ بَيْنِكم}(٣) بالرفع والإضافة فهو مرفوع خبراً، لإنَّ وما بمعنى الذي أي: إنَّ الذي اتخذتم من دون/ الله أوثاناً مودة بينكم أي: الأوثان المودة بمعنى المودودة، أو سبب المودة.
ويجوز أن يكون مرفوعاً خبراً لمبتدأ محذوف، وقرأ:{مَوَدَّةً بَيْنَكُم} نافع، وابن عامر، وأبو بكر، والنصبُ على أنه مفعولٌ من أجله أي: لتتوادوا وتواصلوا لأنَّ النحلة سبب الألفة والمودة، أو يكون مفعولاً ثانياً أي: اتخذتم الأوثان سبباً للمودة كما تقول: اتخذت زيداً صديقاً، أو اتخذتموها مودة أي: مودودة.
وقرأ حمزة وحفص {مَوَدَّةَ بَيْنِكُم} بالنصب والإضافة، فالنصب على ما تقدم والإضافة لكل من أضاف على أن يجعل بينكم مفعولاً كما في قوله (٤):
* يا سارقَ الليلةِ أهلَ الدار *
ونصب (بَيْنَكم) على الظرف.
(١) الآية ١٨ من سورة العنكبوت. (٢) الآية ١٨ من سورة العنكبوت. (٣) الآية ٢٥ من سورة العنكبوت. (٤) وهو في الكتاب ١/ ١٧٥، والخزانة ١/ ٤٨٥، وابن الشجري ٢/ ٢٥٠.