وفيه عن عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله عنه- قال:«كنت عند رسول -صلى الله عليه وسلم- فسمعني وأنا أقول: لاحول ولا قوة إلا بالله، فقال: هل تدري ما تفسيرها؟ قلت: الله ورسوله أعلم، فقال: لاحول عن معاصي الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بالله بذلك أخبرني جبريل عن الله -عز وجل-»(١)
والحَوْلُ على هذا مصدر حال إلى مكان كذا إذا تحوَّل، وقال ابن الأنباري (٢): «الحول معناه عند العرب الحيلة؛ وكذلك المحالة والاحتيال والمحال» فيكون معناه: لا حيلَة للعبد في دفع الشرِّ ولا قوةَ له على درك الخير إلا بالله.
ومعناه: التبرؤ من حول نفسه وقوته، والانقطاع إلى الله -عز وجل- في جميع الأمور وقيل: هو مأخوذ مِنْ حَالَ يَحُول إذا تحرَّك يريد: لا حركة إلا بالله، و «متجللاً» منصوب على الحال.
حسبي أي: مُحْسِبي، والمُحْسِب: الكافي، يقال أحسبه الشيء إذا كفاه، والعُدَّة: ما يُعَدُّ للحوادث، واعتمدت على العِمَاد أعتمد اعتماداً، والشيء معتمد، والضارع: الذليل، والمتوكل: المُظْهِرُ للعجز معتمداً عليه، وإنما نظم في هذين البيتين لاحول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل.
(١) رواه الديلمي. وسنده لابأس به. كنز العمال. باب في الحوقلة ٢/ ٢٥١. (٢) الزاهر ١/ ١٠١.