قوله:«أصلاً» لأنَّ تأنيث الخطايا غير حقيقي فهو في الأصل راجع إلى معنى الخطأ، ومَنْ أنَّث اعتبر اللفظ لأنه مؤنثٌ، وعن نافع مع ابن عامرٍ في الأعراف وُصِّل التأنيث يعني نقل فُوصِّل إلينا.
قوله:«جمعاً وفرداً» منصوبٌ على الحال، والتقدير: مجموعاً ومفرداً، والناس/ في قراءة من قرأ النبي والنبوة [بغير](١) همزٍ على مذهبين:
منهم من يقول: أصله نبيءٌ بالهمز وإنما كثر استعماله فأوجب ذلك تخفيفه فأبدل من الهمزة حرْفُ مدٍّ من جنس ماقبلها وأدغم ماقبله فيه فقال: النبي والنبوة وهوالذي اختاره الشيخ رحمه الله لأنَّ فيه جمعاً بين القراءتين في معنىً واحدٍ، ولأنهم قالوا في تصغيره: نبوَّة نُبَيِّئَة فرُدَّ إلى أصله في الهمز، ولأنَّ كل مهموزٍ من فعيل إنما يجمع في الاستعمال على فُعَلاء مثل: بريء، وبُرآء، وقد قال العباس بن مرداس (٢):
والقول الثاني: أنه من نبأ ينْبُو إذا ارتفع؛ فإن قيل: فجمعه على أنبياء يدل على أنه من ذوات الياء [لأنَّ ماكان من ذوات الياء](٣) يجمع على أفعلاء كغني وأغنياء فقولهم: أنبياء دليل على ذلك، وقلتم: هو من النباوة التي هي الرفعة كأنَّ النبي نبأ عن منازل الخلق أي: ارتفع عنها، ولهذا يسمى المكان المرتفع نبياً ويقال: نَبَا يَنْبُو إذا ارتفع.
(١) في (ش) [من غير]. (٢) وهو في ديوانه ١٢٢، والكتاب ٢/ ١٢٦، والسان (نبأ) ١/ ١٥٧. (٣) مابين المعقوفتين سقط من (ع).