ومعنى (أملى) مدَّ لهم في العمر، فمن قرأ {وأَمْلَى لهم}(١) جاز أن يكون الفاعل هو الله تعالى، وهو على الحقيقة المُمْلِي {إِنَّمَا نُمْلِي لَهم}(٢)، وكذلك فسَّرَهُ أبو عُبَيْدٍ، ويجوز أن يعود مجازاً على الشيطان، لأنه وسوس لهم بأنَّ الأعمارَ طويلةٌ، فأمَّلوا الآمال البعيدة، ومَنْ قرأ {وأُمْلِي لهم} على ما لم يُسَمَّ فاعله احتمل أيضاً الأمرين، إلا أنَّ أباعمرو بن العلاء قال: الشيطان لا يملي، وهي قراءةُ شَيْبَةَ أيضاً.
{لِيُؤْمِنُوا بالله ورَسُولِهِ ويُعَزِّرُوه ويُوَقِّرُوهُ ويُسَبِّحُوهُ}(٤) بالياء في جميع ذلك، لأنَّ قبله:{في قُلُوبِ المؤْمِنِين}(٥)، وبالتاء على الخطاب لجميع الناس، و {فَسَيُؤْتِيهِ}(٦) بالياء لأنَّ قبله: {بمَا عَاهَدَ عَلَيْه الله فَسَيُؤْتِيهِ الله}(٧)، والنون على العظمة.
قيل: الضرُّ بالفتح ضدُّ النفع، وقد جاء بعده {أو نَفْعَاً}(٨) شاهداً لقراءة الفتح، وبالضمِّ سوءُ الحال هو في ضُرٍّ أي: في حال سيئةٍ، وقيل: هما
(١) الآية ٢٥ من سورة محمد. (٢) الآية ١٧٨ من سورة آل عمران. (٣) الآية ٣١ من سورة محمد. (٤) الآية ٩ من سورة الفتح. (٥) الآية ٤ من سورة الفتح. (٦) الآية ١٠ من سورة الفتح. (٧) الآية ١٠ من سورة الفتح. (٨) الآية ١١ من سورة الفتح.