أجمل من قولهم: أَحْسَنَ فلانٌ وأجملَ، وأبدل من النون ألفاً للوقف كما في قوله: تعالى {لنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَة}(١) تشبيهاً بالتنوين في الاسم المنصوب، ومثله قول الشاعر:
توسمت كلبيه فقلت لصاحبي … هما شاهدا عدل له فتوسَّما (٢)
والكلبان (٣): مسمار القائم رآهما غليظين، فعلم أنه لطول ما جرب، واستعمل اتسع موضعهما، فأوجب ذلك غلظَهما لئلا يغلقا.
وقال الأعشى (٤):
فإياك ذو الأنصاب لا تقربنها … ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
لما كان البيت من الشِّعر مُشبهاً ببيت الشَّعر، استعير فيه النسيج، وكما قالوا: ثوبٌ هَلْهَلَ سَخِيفُ النسج، كذلك قالوا: شِعرٌ هَلْهَل رقيقٌ، وقيل: إنما لُقِّب عَدِيٌ مهلهلاً: لأنه هلهل الشعر أي: رققه، وقيل: غير ذلك.
(١) الآية ١٥ من سورة العلق. (٢) لم أقف عليه. (٣) انظر: اللسان كلب ١/ ٧٢٥. (٤) البيت في ديوانه: وذا النصب المنصوب لا تنسُكَّنه … ولاتعبد الأوثان والله فاعبدا ديوان الأعشى ص/ ١٤٣.