سببها أنَّ الكفار كانوا إذا سمعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ رفعوا أصواتهم وأكثروا اللغو لئلا يستمع أتباعهم وأبناؤهم كلام الله -عز وجل- فيسلموا، فتركت أدباً ليخالفوا عادة أولئك.
وعلى الجملة فاللفظ عامٌّ فينبغي أن يكون المستمع متدبِّراً لما يسمع متِّعظاً به، وقد تحدث بعض من خلا والقارئ يقرأ، فقيل لهما: ألم يقل الله -عز وجل- {وإذا قُرِئَ القرءانُ فاسْتَمِعُوا} فقالا: إنما ذلك في الصلاة، فنظر إلى السبب ولم ينظر إلى عموم الأمر بالإنصات فإنه لم يقيد بالسبب ولم يقصر عليه.
وقوله:{لعلَّكم تُرْحمون} مطابق لما جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ما تجالس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله -عز وجل- يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكةُ، وغشيتهم الرحمةُ، وذَكَرَهم اللهُ فيمن عندَه»(١). وهذا يعمُّ القارئ والمستمع، فندب المستمع إلى الإنصات ليرحم مع التالين.
«هنيئاً مريئاً» منصوب على الحال، أي: ثبت لك هنيئاً مريئاً، أو على نعت مصدر بمعنى: عِش عيشاً هنيئاً، أو بمضمرٍ بمعنى صادفت هنيئاً، والهنِيءُ الذي لا آفة فيه، والمريء: المأمون الغائلة (٢). يقال: هنأني، ومرأني، فإذا أفردت قلت:/ أمرأني.
ومعنى البيت ما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَرَأ القرْآَنَ وعَمِلَ بما فيه أُلْبِسَ والدَاه تَاجَاً يوم القيامةِ ضَوْءه أحسنُ من ضَوْءِ