.................... … ونوَّارُه مِيلٌ إلى الشمس زاهِرُه
وقد قالوا: الجامل والباقر، يراد بهما الكثرة، قال: ويجوز على قياس قول أبي الحسن في قائم أخواك، وإعمال اسم الفاعل عَمَلَ الفعل،/ وإن لم يعتمد على شيءٍ أن يكون {ثياب سندس}(٢) مرتفعةً بعاليهم، وأفردت عالياً، لأنه فعل متقدم.
وأما {عَالِيَهُمْ} بالنصب، فقال الزجاج (٣): نصب على الحال، إما من الهاء والميم في {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ}(٤) أي: يطوف على الأبرار ولدان مخلدون عالياً الأبرار ثياب سندس، وإما من الولدان أي: إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً في حال علو الثياب إياهم.
قال: والنصب على هذا بيِّنٌ، وقال الفرّاء (٥): هو منصوبٌ على الظرف عاليهم، ورفع {خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ}(٦) على النعت للثياب والعطف عليها، والجر ردٌّ على سندس نعتاً وعطفاً، وجاز ذلك لمّا كان السندس راجعاً إلى الثياب.
«حصناً» منصوبٌ على الحا ل أي: خاطبوا مشبهين حصناً أي: وما تشاؤون يابني آدم، والغيبة مردودة على قوله:{فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ}(٧).
(١) البيت للحطيئة وصدره: «بمستأسد القريان حُوٍّ تِلاعُهُ» وهو في ديوانه ١٨٠، واللسان (ميل). (٢) الآية ٢١ من سورة الإنسان. (٣) معاني القرآن للزجاج ٥/ ٢٦٢. (٤) الآية ١٩ من سورة الإنسان. (٥) معاني القرآن ٣/ ٢١٩. (٦) الآية ٢١ من سورة الإنسان. (٧) الآية ٢٩ من سورة الإنسان.