وفي النور {لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ في الأَرْضِ}(١)، قيل: الفاعل (الرسول)، وقبله:{أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُول}(٢).
وقيل: معناه لايحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين في الأرض، أولا يحسبنهم الذين كفروا معجزين في الأرض، ثمَّ حذف/ الضمير الذي هو المفعول الأول، ويجوز أن يكون (الذين كفروا) فاعلاً، و (معجزين) مفعول، و (في الأرض) مفعولٌ ثانٍ أي: لا تحسبوا أحداً يُعْجِزُ الله في الأرض، والخطاب في قراءة التاء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والذين كفروا مفعول، وسبقوا في موضع المفعول الثاني، وكذلك في النور، والمفعول الثاني [هناك معجزين](٣).
فتح {إنهم}(٤) على إسقاط اللام، أي: لأنهم لا يعجزون، أو على أن «لا» لغوٌ كما قيل في قوله تعالى: {وحَرامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُون}(٥)، والكسر على الاستئناف، وقد مضى الكلام في البقرة في السلم (٦)، وتفسير فطب صلا (٧).
(١) الآية ٥٧ من سورة النور. (٢) الآية ٥٤ من سورة النور. (٣) في (ع) [هنا في معجزين]. (٤) الآية ٥٩ من سورة الأنفال. (٥) الآية ٩٥ من سورة الأنبياء. (٦) انظر: سورة البقرة البيت رقم (٦٢)، قرأ شعبة بكسر السين في السلم وغيره بالفتح، وقرأ حمزة وشعبة: فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم في سورة القتال بكسر السين والباقون بالفتح. (٧) انظر: سورة المائدة البيت رقم (١٢).