هذه وإن كانت ألفاتها منقلبةً عن الواو، فهي بمنزلة المنقلبة عن الياء، لأنَّ هذه الواو تصير ياءً في بعض الأحوال إذا بَنَيْتَ الفعل لما لم يُسَمَّ فاعِلُه، أو نقلته إلى الرباعي، وزاد الإمالة فيها حُسناً وتقويةً أنها جاءت مع ما ألفه منقلبةٌ عن ياءٍ ممالاً في رؤوس الفواصل فجرت الإمالة على طريقةٍ واحدةٍ، وذلك أسهل على اللسان، وأحسن في السمع وفتح حمزةُ نظراً إلى الأصل، و «تبتلى» معناه تختبر.
اتفقا على إمالة هذه لأنَّ من العرب من يثني ما انضم أولُه أو انكسر من ذوات الواو بالياء هرباً من ثِقَل الواو، فيقولون: رِبِيَان وضُحَيان، والفرار من الواو إلى الياء في لغة العرب معروفٌ كقولهم: ميِّت (٤)، وهيِّن، ومرضي، فلما كانت الإمالة دالةً على الياء أتوا بها فراراً إليها.
(١) الآية (٣٠) من سورة مريم. (٢) الآية (٣٦) من سورة النمل. (٣) مابين المعقوفتين سقط من الأصل. (٤) أصلها مَيْوِت فَيْعِل اجتمعت الياء والواو وسبقت الأولى بالسكون فقلبت الواو ياءً وأدغمت الياء في الياء ومثلها هيّن أصلها هَيْون ومرْضي أصلها مرضوو، ثم مَرْضوْي ثم مَرْضُيّ ثم مَرْضِيّ.