في {كيد سِحْر}(١) أربعة أوجه إنما صنعوا كيدُ ذي سحر، أو جعلهم لتوغُّلهم في معرفة السحر نفس السحر، أوبيَّنَ الكيدَ بالسحر، كقولك: عِلْمُ كلامٍ وعِلْمُ أحكامٍ، أوجعل للسحر كيداً لحصوله من جهته، فكأنه يكيد بالتخييل.
وساحر يراد به الجنسية، وكذلك قوله:{ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ}(٢)، و {تلقفُ}(٣) بالرفع على الحال أي: ألق ما في يمينك متلقفة، أوعلى الاستئناف وبالجزم على جواب الأمر، وتخيل أي: تخيل الحبال والعِصِيُّ،
و (أنها تسعى) بدل الاشتمال، و {يُخَيَّلُ إليه أَنَّهَا تَسْعَى}(٤) أي: يخيل إليه سعيها.
لقوله:{فَيَحِلَّ عَلَيْكُم غَضَبِي}(٥)، وأنجيناكم وما بعده لقوله:{ونَزَّلْنَا عَلَيْكُم المَنَّ والسَّلْوَى}(٦)، والكل جائِزٌ صحيحٌ، وقد سبق تظيره.
و «لا تخف» نهيٌ، وعلى الوجه الآخر لست تخاف، وهو في موضع الحال.
(١) الآية ٦٩ من سورة طه. وحمزة والكسائي قرآ {كيد سحر} بكسر السين وإسكان الحاء بلا ألف والباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء. (٢) الآية ٦٩ من سورة طه. (٣) قرأ ابن ذكوان {تلقف} برفع الفاء، والباقون بالجزم، وأما القاف فقد قرأ حفص بإسكان اللام وتخفيف القاف، والباقون بتشديد القاف، وقد تقدم في سورة الأعراف. (٤) الآية ٦٦ من سورة طه. قرأ ابن ذكوان {يخيل} بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير. (٥) الآية ٨١ من سورة طه. وقرأ حمزة والكسائي بضم الحاء في {فيحل}، وبضم اللام في {ومن يحلل}، والباقون بالكسر فيهما. (٦) الآية ٨٠ من سورة طه.