و «حُليهم» بضم الحاء والتشديد جمع حَلي كثُدْي جمع ثدي، والأصل حُلُوي إلا أنهم كسروا اللام/ لتنقلب الواو إلى الياء، ويصح الإدغام الذي اقتضاه طلب التخفيف والكسر للإتْبَاع، لأنَّ اللام لما كُسِرَتْ كُسِرَت الحاء اتْبَاعاً لها، والإتْبَاع ذو حلا، لأنه معروف في لسانهم مُستحسن وضمُّ حُليهم مبتدأ، وبكسرٍ خبره، والتقدير: مُعوّض، أو مبدِلٍ بكسرٍ، وشفا صفةٌ لكسرٍ ووافٍ خبرٌ ثانٍ للمبتدأ.
الشّذا حِدَّة ذكاء الرائحة، والشّذا بقية القوة قال الراجر (١):
فاطمُ رُدِّي لي شذاً من نفسي … ......................
والشَّذِي العود، قال الشاعر (٢):
إذا ما مَشَتْ نادى بما في ثيابها … ذكيُّ الشَّذَا والمندليُّ المُطَيّرُ
كأنَّ هذه القراءة ذكتْ ريحها من قِبَل أنها عمَّت وشملت المعنيين، لأنها دلَّت على المخاطبة والإخبار، ولأنَّ المخاطبة إنما تكون عن بقية قوَّةٍ في النفس؛ وفي قراءة أُبَيٍّ (قالوا ربنا لئن لم ترحمنا وتغفر لنا).
ووجه القراءتين ظاهِرٌ، ويصح أن يكونوا جمعوا بين المخاطبة والخبر.