يحتمل قوله:«على شذَّا» مثل [أن](١) يكون مِنْ علا يعلو أي: ارتفع طيبه، وأن/ تكون الجارَّة أي: خفّ على طيبٍ، والأصل تتذكرون فحُذِفت التاء الثانية تخفيفاً، كقوله تعالى:{تَنَزَّل الملئكة}(٢) لأنَّ الأولى تدلُّ على معنى الاستقبال، فلا يجوز حذفها، والثانية بمعنى فَعَل الشيء على مَهَلٍ نحو: تفهم وتفكَّر، وأدغمت الثانية في الذال في القراءة الأخرى.
«وأنَّ اكسِرُوا شرعاً» لأنه كُسِرَ على الابتداء والاستئناف، وبالخف كُمِّل أي: كملت وجوهه، وأنْ هي المخففة من الثقيلة، والأصل وأنه هذا صراطي على ضمير الشأن كما قال الأعشى (٣):
في فتيةٍ كسيوفِ الهند قد علموا أنْ هالكٌ كلُّ من يحفي وينتعل
لأنه لازم في المفتوحة إذا خُفِّفَت ولم [تجرِ](٤) مجرى المشددة في نصب الاسم، ورفع الخبر أن يضمر فيها ضميرُ الشأن والقصَّة اسماً لها، ويرفع ما بعدها على الابتداء والخبر، وتكون الجملة خبرها كقوله:{وأنْ هَذَا صِرَاطي}(٥)، و {أن الحمدُ لله ربِّ العَلَمِين}(٦).
ولا يجب ذلك في المكسورة، لأنَّ المفتوحة مع ما بعدها اسمٌ معمولٌ لما قبله مخففةً كانت أو مشددة، فلما كان هذا حكمها في الحالين وجب أن
(١) قوله: [أن] في (ش) [من]. (٢) الآية ٤ من سورة القدر. (٣) ورد عجز البيت في ديوانه برواية: «أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل». ديوان الأعشى ص/ ٥٩ (٤) في الأصل [ولم تجري] وهو سهو. (٥) الآية ١٥٣ من سورة الأنعام. (٦) الآية ١٠ من سورة يونس.