لأنَّ العرب تُشَدِّد (رُبَّ) وتُخفِّفُها كما خَفَّفُوا (إنَّ ولكنَّ)، ولا يُخَّفف إلا المضاعف من الحروف، وليس كلُّ مضاعف منها يُخفَّف إذ لم يخففوا «ثم». قال الحادرة (٢):
وتدخل عليها (ما) فتكون على وجهين: تكون نكرةً بمعنى شيءٍ كقوله (٣):
ربما تَكْرَه النفوسُ من الأمـ … ـر ..........................
والثاني أن تكون (ما) كافةً مثل ما نحن فيه، ومعنى كونها كافة أنها كَفَّت (رُبَّ) عن العمل، [وهيأتها](٤) للدخول على الفعل فقال تعالى: {رُبَّمَا يَوَدُّ [الَّذِين كَفَرُوا](٥)} (٦) ومن ذلك قول الشاعر:
(١) لم أقف عليه. (٢) الحادرة هو قطبة بن أوسط الذبياني والبيت في ديوانه ص/ ٥٦، والخزانة ٣/ ٤٣٧، ومعاني القرآن للزجاج ٣/ ١٧١.، ومعنى الأدكن المترع: الزق المليء بالخمر. (٣) البيت لأمية بن أبي الصلت وتمامه «له فرجةٌ كحلِّ العِقال». انظر: ديوانه ٤٤٤، المقتضب ١/ ٤٢، وابن الشجري ٢/ ٢٣٨، والخزانة ٢/ ٥٤١، والدرر ١/ ٤. (٤) في (ع) [وهيئ بها]. (٥) مابين المعقوفتين زيادة من (ش). (٦) الآية ١ من سورة الحجر.