قلت: ذلك مما لاخلاف فيه، وقد سبق لفظه في البقرة، فلا يقع مع ذلك هاهنا فيه إشكال وإنما أراد ماذكرته في يس [وأيضاً فإنه قال:«وفي بلدٍ ميتٍ مع الميت» فكأنه قال: والأرض الميتة لأنها من جنس ذلك] (١)، وهي ثلاثة مواضع انفرد نافعٌ فيها بالتثقيل هذا منها، والموضعان هما في البيت بعده.
قوله تعالى:{أومَنْ كَان مَيْتَا}(٢)، و {لحم أخِيه مَيْتَاً}(٣)، ومالم يمت كقوله تعالى:/ {إنَّك مَيِّت وإِنَّهم مَيِّتُون}(٤)، {وما هُو بميت}(٥)، و {ثم إنَّكم بَعْدَ ذَلكَ لَمَيِّتُون}(٦)، وكذلك لا خلاف بينهم في تخفيف {الميْتَة والدَّمُ}(٧)، و {بَلدةً ميْتاً}(٨).
معنى {وكفَّلَها}(٩) أي: وكفلها الله زكريا، فيكون على ما قبله أي: فتقبلها الله وأنبتها وكفلها، وتكفيله إياه إياها بإخراج قلمه دون أقلام
(١) مابين المعقوفتين سقط من (ع). (٢) الآية ١١٢ من سورة الأنعام. (٣) الآية ١٢ من سورة الحجرات. وقرأ نافع بتشديد الموضعين هذين والباقون بالتخفيف. (٤) الآية ٣٠ من سورة الزمر. (٥) الآية ١٧ من سورة إبراهيم. (٦) الآية ١٥ من سورة المؤمنون. (٧) الآية ١٧٣ من سورة البقرة وغيرها. (٨) الآية ٤٩ من سورة الفرقان. (٩) الآية ٣٧ من سورة آل عمران. وقراءة الكوفيين بتشديد الفاء، وقراءة غيرهم بالتخفيف.