و «معاً» يريد موضعي {يعرشون}(١) هنا وفي النحل (٢)، «كذى صلا» استعارةً للذكاء، لأنَّ ذكاءَ النار يستعار للذكاء، وهما لغتان مشهورتان، والكسر لأهل الحجاز.
يقال: عَكَفَ يَعْكُفُ ويَعْكِفُ لغتان فصيحتان، {وإذْ أَنجكُم}(٣) مردودٌ على قوله: {أغَيْرَ اللهِ}(٤)، ووجهُ الأخرى ظاهِرٌ وقد سبق معنى كُفِّلا.
١٧ - ودَكَّاءَ لا تَنْوِينَ وامْدُدْهُ هَامِزَاً … شَفَا وعَنْ الكُوفِيِّ في الكَهْفِ وُصِّلا
أي: جعله رابيةً بعد أن كان مرتفعاً، والدكّاء اسمٌ للرابية الناشرة من الأرض، أو جعله أرضاً دكاء مستويةً، ومنه قيل للناقة المنخفضة/ السنام: دكاء؛ والقراءة الأخرى معناها: جعله مدكوكاً مصدرٌ بمعنى مفعول، كضربِ الأمير. هذا معنى قول أبي عُبيدٍ فيه.
وقال الأخفش (٥): كأنه لما قال: جعله؛ قال: دكَّه؛ فهو كقولك: قعدت جلوساً، وفي الكهف {فَإِذا جَاءَ وعْدُ ربِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ}(٦) وافقهما عاصمٌ عليه.
[ومعني وُصِّل: توصيل دكاء؛ للكوفيين في الكهف بهذا](٧).
(١) الآية ١٣٧ من سورة الأعراف. (٢) الآية ٦٨. (٣) الآية ١٤١ من سورة الأعراف. (٤) الآية ١٤٠ من سورة الأعراف. (٥) معاني القرآن للأخفش ٢/ ٥٣١. (٦) الآية ٩٨ من سورة الأعراف. (٧) مابين المعقوفتين سقط من (ش، ع).