قد سبق القول في مقام في مريم (١)، (وآتوها)(٢) بالمد بمعنى أعطوها، لأنها سئلت،/ وأتوها بمعنى غشُوها، لأنهم سئلوا غشيانها، و «ذو حُلا» ذو حسنٍ، يقال: حَلَى في عينه يَحْلَى، وحَلا يَحْلُو، وقال الأصمعي: حَلِيَ في العين والصدر، وحلا في [الفم](٣)، والمصدر منه حلاوةً، وقد جُعِلَ المصدر منه حلاً.
قال أبو القاسم رحمه الله: يقال: ذو حَلا ذو حُسن مِنْ حَلِيَ في عينه وصدره يَحْلى، قال: يقال: أيضاً حَلِيَ بالشيء أي: ظَفِرَ به يَحْلَى حلاً، والأكثر في الظَّفَرِ استعماله في الحرب، وقد قال ابن ولاّدٍ: إنَّ حَلا لا يُعْرَف، ويجوز أن يكون ذو بمعنى الذي كقول الطائي (٤):
.......................... … وبِئْرِي ذو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ
إِسْوَة وأُسْوَة كعِدْوة وعُدْوَة لغتان واتفق ابن عامر، وابن كثير، وأبو عمرو وهم «كِفَا حَقٍّ» على قصر يضعِف يعني: لا ألف بعد الضاد وعلى
(١) قراءة حفص {لا مُقام} بضم الميم الأولى، والباقون بفتحها، نافع وابن عامر التي في الدخان بضم الميم وهي قوله: {إن المتقين في مقامٍ أمين} وانظر البيت رقم (٧) في سورة مريم. (٢) قرأ الكوفيون وابن عامر وأبوعمرو {لآتوها} بمد الهمزة والباقون بقصرها. (٣) في (ع) [القمر]. (٤) وتمامه: «وإنَّ الماء ماءُ أبي وجدِّي». اللسان (حرف الألف اللينة باب ذا وذو) ١٩/ ٣٤٨. وقراءة عاصم في لفظ {أسوة} في القرآن كله بضم الهمزة، والباقون بكسرها.